أسواق الأسهم العالمية تنتعش- مكاسب قياسية في أمريكا وأوروبا واليابان

المؤلف: «الاقتصادية» من الرياض09.19.2025
أسواق الأسهم العالمية تنتعش- مكاسب قياسية في أمريكا وأوروبا واليابان

شهدت أسواق الأسهم العالمية يومًا مزدهرًا، حيث ارتفعت المؤشرات الأمريكية والأوروبية إلى مستويات غير مسبوقة، مصحوبة بصعود في الأسهم اليابانية.
في التفاصيل، حقق مؤشرا داو جونز الصناعي وستاندرد آند بورز 500 قفزة نوعية أمس، مدفوعين بصعود أسهم القطاعات المرتبطة بالدورة الاقتصادية، وذلك عقب الزيادة الملحوظة في الوظائف التي تم الإعلان عنها في تموز (يوليو)، مما ساهم في تبديد المخاوف المتعلقة بآثار المتحور دلتا على مسار التعافي الاقتصادي.
وفي هذا السياق، نقلت "رويترز" عن سيما شاه، كبيرة الاستراتيجيين في "برينسيبال جلوبال إنفيستورز"، قولها: "هذا هو بالضبط نوع التقرير الذي تتوق إليه السوق؛ إنه قوي ومبشر".
وأضافت شاه: "يشير تقرير الوظائف إلى أن تعافي سوق العمل يسير على قدم وساق، ولكنه في الوقت ذاته لا يعتبر قويًا لدرجة تدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى التفكير في خفض الفائدة. إنه مزيج مثالي من القوة، ولكنه ليس مفرطًا".
وفي خضم هذه التطورات، سجلت خمسة من أصل 11 قطاعًا رئيسيًا لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعًا في التعاملات الصباحية، حيث حقق القطاع المالي والمواد الأساسية والطاقة مكاسب تجاوزت 1.5 في المائة لكل منها. في المقابل، انخفض مؤشر قطاع التكنولوجيا في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة طفيفة بلغت 0.1 في المائة.
أما في أوروبا، فقد ارتفعت الأسهم إلى مستويات قياسية عند الإغلاق أمس، مسجلة أفضل أداء أسبوعي لها منذ منتصف آذار (مارس)، وذلك بفضل سلسلة من نتائج الأعمال الفصلية القوية، إلى جانب الآمال المتزايدة في انتعاش أوسع نطاقًا للاقتصاد.
وقد حقق مؤشر ستوكس 600 الأوروبي ارتفاعًا قياسيًا للمرة الخامسة على التوالي، ليحقق بذلك زيادة قدرها 1.8 في المائة خلال الأسبوع، ويختتم التداولات عند مستوى 469.97 نقطة.
وبرزت أسهم البنوك كأفضل الأسهم أداءً هذا الأسبوع، حيث حققت مكاسب بلغت 4.4 في المائة، بعد أن تلقت دعمًا من تقارير الأرباح الإيجابية الصادرة عن بنوك كبرى مثل إتش.إس.بي.سي وسوسيتيه جنرال.
كما ارتفع القطاع المصرفي بنسبة 2 في المائة تقريبًا أمس، متفوقًا بذلك على نظرائه الإقليميين، وذلك بالتزامن مع ارتفاع عوائد السندات الألمانية والخزانة الأمريكية على خلفية بيانات الوظائف القوية في الولايات المتحدة.
إلى جانب ذلك، كانت أسهم شركات الطاقة من بين الأسهم الأفضل أداءً هذا الأسبوع، حيث ارتفعت بنسبة 3.6 في المائة، مدفوعة بالأرباح القوية والتوقعات الإيجابية بشأن انتعاش النشاط الاقتصادي هذا العام.
تجدر الإشارة إلى أن حوالي ثلثي الشركات المدرجة على مؤشر "ستوكس 600" قد أعلنت حتى الآن عن نتائج أعمالها، وقد تجاوزت 67 في المائة منها التوقعات المتعلقة بالأرباح، وذلك وفقًا لبيانات "رفينيتيف آي.بي.إي.إس".
ومع ذلك، كشفت بيانات صدرت أمس عن انخفاض الإنتاج الصناعي الألماني بشكل غير متوقع مرة أخرى في حزيران (يونيو)، مما يشير إلى أن اضطرابات سلاسل التوريد الناجمة عن الجائحة قد تستمر في التأثير على الأداء الاقتصادي في الوقت الحالي.
وفي سياق منفصل، ارتفع سهم شركة التأمين الألمانية العملاقة "أليانز" أمس، حيث أبدت الشركة تفاؤلاً أكبر بشأن أدائها خلال هذا العام بأكمله، وذلك بعد تحقيق قفزة كبيرة ومفاجئة في الأرباح خلال الربع الثاني.
وأعلنت المجموعة المسجلة في بورصة "داكس" في ميونخ، أن أرباح التشغيل لهذا العام قد تكون في النصف العلوي من النطاق المستهدف البالغ 11 إلى 13 مليار يورو.
وعلى الرغم من الخسائر المرتفعة الناجمة عن الكوارث الطبيعية، فقد حققت "أليانز" في الربع الثاني من هذا العام ربحًا تشغيليًا قدره 3.3 مليار يورو، بزيادة قدرها حوالي 29 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، والتي تأثرت بشدة بالقيود التي فرضتها جائحة كورونا. وجاءت الزيادة في الأرباح التشغيلية أعلى من توقعات المحللين.
وفي حين تعافى قسم التأمين على الممتلكات والحوادث تقريبًا، كما كان متوقعًا، فقد حقق قسم التأمين على الحياة والتأمين الصحي، بالإضافة إلى التداول في الصناديق، أداءً أفضل مما توقعه المحللون في المتوسط.
وازداد حجم مبيعات المجموعة بنسبة 11 في المائة ليصل إلى 34.3 مليار يورو. ونمت الأرباح الفصلية المنسوبة إلى المساهمين بنسبة 46 في المائة لتصل إلى 2.2 مليار يورو، متجاوزة بذلك أيضًا توقعات خبراء القطاع.
وكانت "أليانز" الألمانية للتأمين قد أعلنت في اليوم السابق عن إطلاق برنامج جديد لإعادة شراء أسهم الشركة.
وأوضحت عملاق التأمينات، أنها تسعى من خلال هذه الخطوة إلى الحصول على ما يصل إلى 750 مليون يورو.
ومن المنتظر أن يبدأ البرنامج خلال آب (أغسطس) الجاري، على أن ينتهي في 31 كانون الأول (ديسمبر) 2021، على أقصى تقدير.
وفي القارة الآسيوية، أغلق مؤشر نيكاي مرتفعًا أمس، مسجلاً أفضل أداء أسبوعي له في أكثر من شهرين، مدفوعًا بأرباح إيجابية للشركات. بيد أن أداء السوق الأوسع نطاقًا كان متباينًا، حيث قام المتعاملون بتعديل مراكزهم قبيل صدور بيانات الوظائف الأمريكية وعطلة نهاية أسبوع طويلة في اليابان.
وصعد مؤشر "نيكاي" بنسبة 0.33 في المائة ليغلق عند مستوى 27820.04 نقطة، بينما ارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا بنسبة 0.02 في المائة إلى 1929.34 نقطة. وحقق "نيكي" مكسبًا أسبوعيًا بنسبة 1.97 في المائة، وهو الأعلى منذ القفزة التي سجلها في الفترة المنتهية في 28 أيار (مايو) والتي بلغت 2.94 في المائة.
وقد استمرت الاتجاهات الإيجابية في نتائج الأعمال، التي رفعت مؤشر "نيكاي" هذا الأسبوع. وارتفع سهم فوجيكورا بنسبة 16.3 في المائة، بينما صعد سهم نيكون بنسبة 8.44 في المائة وارتفع سهم كونامي هولدينجز لتطوير ألعاب الفيديو بنسبة 7.41 في المائة.
وتقدم سهم شيونوجي أند كو بنسبة 5.5 في المائة في ظل تقارير ذكرت أن الشركة ستطلب موافقة على علاج جديد لكوفيد - 19 بحلول نهاية العام.
في المقابل، كانت هناك بعض النتائج المخيبة للتوقعات أيضًا، إذ نزل سهم كوب ستيل بنسبة 10.61 في المائة.
وهبط سهم نينتيندو، غير المدرج على مؤشر نيكي، بنسبة 7.22 في المائة بعد أن أعلنت الشركة عن نتائجها المالية.
وعلى الرغم من المكسب القوي الذي حققه "نيكاي" هذا الأسبوع، فإنه لا يزال عالقًا دون مستوى 28 ألف نقطة منذ منتصف تموز (يوليو)، وهو التوقيت الذي شهد بداية الموجة الخامسة من الإصابات بكوفيد - 19.
وفي باكستان، أنهى مؤشر بورصة كراتشي، كبرى أسواق الأسهم الباكستانية، جلسة تداولات أمس على تراجع بنسبة 0.32 في المائة، أي ما يعادل 150 نقطة، وأقفل عند مستوى 47489 نقطة.
وبلغ حجم الأسهم المتداولة 137087074 سهمًا، وتم التداول على أسهم 376 شركة، ارتفعت منها قيمة أسهم 127 شركة، وتراجعت قيمة أسهم 229 شركة، واستقرت قيمة أسهم 20 شركة.
إلى ذلك، انتشرت تقارير غير مؤكدة بشأن حذف تطبيق دوولينجو على مواقع التواصل الاجتماعي في اليوم السابق، مما تسبب في تراجع أسهم دوولينجو. ومع ذلك، فقد حققت الأسهم مكاسب في نهاية التداول بنحو 3 في المائة.
وذكرت شركة دوولينجو الأمريكية، المالكة لتطبيق تعلم اللغات الشهير الذي يحمل الاسم نفسه، أن التطبيق أزيل من بعض متاجر التطبيقات في الصين، مما يشير إلى أن حملة الإجراءات الصارمة الحكومية التي تستهدف التعليم الربحي قد تمتد إلى خارج البلاد.
وقالت الشركة في بيان عبر البريد الإلكتروني، تلقت وكالة بلومبيرج للأنباء نسخة منه: "نحن نعمل على التصدي لهذه الخطوة، ونأمل أن يعاد التطبيق في المستقبل القريب. من ناحية أخرى، لا يزال بإمكان المستخدمين القائمين بالفعل في الصين مواصلة استخدام التطبيق كالمعتاد".
ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كان حذف التطبيق مرتبطًا بحملة الإجراءات الصارمة الأخيرة من جانب الصين على الممارسات التعليمية.
ففي أواخر تموز (يوليو) الماضي، أعلنت سلطات بكين عن مجموعة واسعة من الإصلاحات لشركات التعليم الخاص، حيث سعت إلى خفض أعباء العمل على الطلاب، وقامت بإعادة هيكلة قطاع قالت إنه كان "مختطفًا من جانب العاصمة".
وبالإضافة إلى إجبار مثل تلك الشركات على أن تصبح غير ربحية، فإن القواعد منعت مناهج التعليم الأجنبية وشددت التدقيق على الكتب المدرسية المستوردة، ومنعت توظيف معلمين أجانب من خارج الصين.
وفي سياق آخر، أعلنت شركة بناء المراكز التجارية الهندية فونيكس ميلز أمس عن تسجيل خسائر صافية بقيمة 262 مليون روبية هندية (3.52 مليون دولار) خلال الربع الأول من العام المالي الحالي الذي بدأ في أول نيسان (أبريل) الماضي، بتراجع نسبته 38 في المائة عن خسائر الفترة نفسها من العام المالي الماضي.
وكان المحللون الذين استطلعت وكالة بلومبيرج للأنباء آراءهم يتوقعون خسائر بقيمة 189.3 مليون روبية.
وبلغت إيرادات الشركة خلال الربع الأول 2.04 مليار روبية، بزيادة سنوية نسبتها 51 في المائة، في حين كان متوسط توقعات المحللين للإيرادات 2.15 مليار روبية.
وبلغ إجمالي نفقات الشركة خلال الربع الأول 2.49 مليار روبية، بزيادة نسبتها 23 في المائة سنويًا.
وعلى الصعيد العربي، انخفض الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المدرجة في البورصة الأردنية بنسبة 2.45 في المائة، لينهي تداولات الأسبوع عند مستوى 2036.4 نقطة.
وبلغ المعدل اليومي لحجم التداول في بورصة عمان خلال الأسبوع الماضي حوالي 6.8 ملايين دينار أردني، مقارنة بـ 7.7 ملايين دينار أردني في الأسبوع السابق، بانخفاض قدره 11.6 في المائة، فيما بلغ حجم التداول الإجمالي الأسبوعي حوالي 33.9 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 38.4 مليون دينار للأسبوع السابق.
أما عدد الأسهم المتداولة التي سجلتها البورصة خلال الأسبوع الماضي، فقد بلغ 27.5 مليون سهم، نفذت من خلال 12824 صفقة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة